اصوات ضجيج كثيفة تنبعث من كل مكان اخترقت اذان الفرعون ايقظته من سباته العميق الام الشيخوخة والمرض اصبحت تنهش فى عظامه فيطلق صرخات عالية غاضبا اين رئيس القصر وقائد الجيش ذهب كبير الخدم فى بلاط قصر الفرعون الذى يرقد فى فراشه منتظرا اللحظة التى يلفظ فيها انفاسه الاخيرة وماهى الا لحظات قليلة مرت كسرعة البرق حتى مثل قائد الجيش ومدير مخابرات القصر وكبار الاعيان ماثلين امام الفرعون الغاضب جثوا جميعا تحت اقدامه لعلهم يخففوا من ثورة غضبه العارمة ظلوا متصلبين مثل الاحجار لم ينبث واحد منهم نبت شفة واحدة كانت اعينهم تنظر الى الارض فى خجل شديد وبدا الحمرار على وجوههم التى تتصبب عرقا قال الفرعون غاضبا ما هذا الذى يحدث داخل مملكتى المقدسة اريد تفسيرا سريعا لما يحدث والا فلا يرينى احد منكم وجهه بعد الان مر سؤال الفرعون على اسماعهم كالسهم الحاد الذى اخترق اذانهم قال مديرجواسيس القصرانهم دعاة التغيير مولاى الفرعون يتظاهرون محتجين امام القصر قالوا انهم اصلاحيين جدد وهز الفرعون راسه مستهزا ها ها ها من التغيير الاصلاح ما هذه الكلمات الغريبة التى تتردد على اسماعى وماذا تفعلون انتم الا تكفيكم الضيعات والاراضى والمزارع الفسيحةالتى وهبتها لكم من ملكى الابدى قالوا جميعا بصوت واحد العفو والغفران مولانا اننا ننتظر اوامرك فحسب وما هم هؤلاء الا شرذمة من المنشقين تشربت بعض الفكار الغريبة والسامة التى لم نسمع بها طوال تاريخ مملكتنا فرد الفرعون مئتزرا كالاسد اقضوا على هؤلاء الاوغاد على الفور لا اريد سماع اصوات ضجيجهم المزعجة بعد اليوم اكتموا انفاسهم لديكم مطلق الصلاحيات سجون وطوارىء اريد محاكمات عسكرية عاجلة لهم بتهمة الخلال بعرشى وامن مملكتى وتقويض خلافتى انطلق اتباع الفرعون مهرولين للقضاء على هذه الثورة البيضاء ارتكبوا مذابح وحشية واعتقلات عشوائية لكل من يردد كلمة اصلاح فى مملكة ولى نعمهم الفرعون العجوز ادرك الفرعون باقتراب رجليه من القبر فاستدعى اتباعه لكتابة وصيته الاخيرة وبعد الحيرة والعناء الشديد قرا وصيته بعد كتابتها ودعوة الاعيان الى اجتماع اعلى فاحس العيان انه سيودعهم قريبا وجلس الفرعون على كرسيه الذهبى المزخرف بالحلى وبدا فى تلاوة وصيته كانها التعويذة الخيرة قائلا هذا نص وصيتى لمن سيخلفنى فى ادارة شئون المملكة سيصبح ابنى جاميس الوريث الشرعتى لخلافتى ومملكتى ومن الن عليكم تقديم قسم الولاء اليه كما فعلتم دوما واثبتتم انكم خدم مخلصون لعائلتى لكن جاميس ايها السادة ما زال عظمه طريا تصعب عليه ادارة شئون مملة باكملها ولذلك سيكون رئيس الجواسيس وصيا على العرش لحين تسليمه بعد ذلك الى وريث عهدى الشرعى اننى اثق فيه فطوال حكمى ظل خادما وفيا ضد محاولات اعدائى وتمردهم وثوراتهم وما هى الا ايام قليلة مرت والفرعون يرقد فى فراشه منتظرا لحظة الوداع الخيرة واستدعى ابنه جاميس فاوصاه بعدة كلمات قائلا يا بنى اذا اردت ان تخلفنى فى ادارة شئون المملكة فعليك بالاتى اخلع عنك ثياب الدعة والراحة والبس ثياب السود والنمور اضرب بيد من الحديد والنار على كل من يعارضك ويحاول النشقاق كن مثل الفعى والحرباء اظهر للاخرين عكس ما تفعل ظن دعاة الاصلاح ان الوضع تغير بعد رحيل الفرعون وسرقة الموت له كانوا مخطئين ازداد الوضع سوءا قامت اجهزة ولى العهد بالبطش والتنكيل والقتل فى صفوفهمانتشرت عيون جاميس فى كل حدب وصوب تبحث عن كل من يردد كلمات التغيير فتشوا كل ازقة وهوامش مملكته شمالا وجنوبا شرقا وغربا
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
zety