الأربعاء، 7 أبريل 2010

خريف الفرعون قصة قصيرة

اصوات ضجيج كثيفة تنبعث من كل مكان اخترقت اذان الفرعون ايقظته من سباته العميق الام الشيخوخة والمرض اصبحت تنهش فى عظامه فيطلق صرخات عالية غاضبا اين رئيس القصر وقائد الجيش ذهب كبير الخدم فى بلاط قصر الفرعون الذى يرقد فى فراشه منتظرا اللحظة التى يلفظ فيها انفاسه الاخيرة وماهى الا لحظات قليلة مرت كسرعة البرق حتى مثل قائد الجيش ومدير مخابرات القصر وكبار الاعيان ماثلين امام الفرعون الغاضب جثوا جميعا تحت اقدامه لعلهم يخففوا من ثورة غضبه العارمة ظلوا متصلبين مثل الاحجار لم ينبث واحد منهم نبت شفة واحدة كانت اعينهم تنظر الى الارض فى خجل شديد وبدا الحمرار على وجوههم التى تتصبب عرقا قال الفرعون غاضبا ما هذا الذى يحدث داخل مملكتى المقدسة اريد تفسيرا سريعا لما يحدث والا فلا يرينى احد منكم وجهه بعد الان مر سؤال الفرعون على اسماعهم كالسهم الحاد الذى اخترق اذانهم قال مديرجواسيس القصرانهم دعاة التغيير مولاى الفرعون يتظاهرون محتجين امام القصر قالوا انهم اصلاحيين جدد وهز الفرعون راسه مستهزا ها ها ها من التغيير الاصلاح ما هذه الكلمات الغريبة  التى تتردد على اسماعى وماذا تفعلون انتم الا تكفيكم الضيعات والاراضى والمزارع الفسيحةالتى وهبتها لكم من ملكى الابدى قالوا جميعا بصوت واحد العفو والغفران مولانا اننا ننتظر اوامرك فحسب وما هم هؤلاء الا شرذمة من المنشقين تشربت بعض الفكار الغريبة والسامة التى لم نسمع بها طوال تاريخ مملكتنا فرد الفرعون مئتزرا كالاسد اقضوا على هؤلاء الاوغاد على الفور لا اريد سماع اصوات ضجيجهم المزعجة بعد اليوم اكتموا انفاسهم لديكم مطلق الصلاحيات سجون وطوارىء  اريد محاكمات عسكرية عاجلة لهم بتهمة الخلال بعرشى وامن مملكتى وتقويض خلافتى انطلق اتباع الفرعون مهرولين للقضاء على هذه الثورة البيضاء ارتكبوا مذابح وحشية واعتقلات عشوائية لكل من يردد كلمة اصلاح فى مملكة ولى نعمهم الفرعون العجوز  ادرك الفرعون باقتراب رجليه من القبر فاستدعى اتباعه لكتابة وصيته الاخيرة وبعد الحيرة والعناء الشديد قرا وصيته بعد كتابتها ودعوة الاعيان الى اجتماع اعلى فاحس العيان انه سيودعهم قريبا وجلس الفرعون على كرسيه الذهبى المزخرف بالحلى وبدا فى تلاوة وصيته كانها التعويذة الخيرة قائلا هذا نص وصيتى لمن سيخلفنى فى ادارة شئون المملكة سيصبح ابنى جاميس الوريث الشرعتى لخلافتى ومملكتى ومن الن عليكم تقديم قسم الولاء اليه كما فعلتم دوما واثبتتم انكم خدم مخلصون لعائلتى لكن جاميس ايها السادة ما زال عظمه طريا تصعب عليه ادارة شئون مملة باكملها ولذلك سيكون رئيس الجواسيس وصيا على العرش لحين تسليمه بعد ذلك الى وريث عهدى الشرعى اننى اثق فيه فطوال حكمى ظل خادما وفيا ضد محاولات اعدائى وتمردهم وثوراتهم  وما هى الا ايام قليلة مرت والفرعون يرقد فى فراشه منتظرا لحظة الوداع الخيرة واستدعى ابنه جاميس فاوصاه بعدة كلمات قائلا يا بنى اذا اردت ان تخلفنى فى ادارة شئون المملكة فعليك بالاتى اخلع عنك ثياب الدعة والراحة والبس ثياب السود والنمور اضرب بيد من الحديد والنار على كل من يعارضك ويحاول النشقاق كن مثل الفعى والحرباء اظهر للاخرين عكس ما تفعل   ظن دعاة الاصلاح ان الوضع تغير بعد رحيل الفرعون وسرقة الموت له كانوا مخطئين ازداد الوضع سوءا قامت اجهزة ولى العهد بالبطش والتنكيل والقتل فى صفوفهمانتشرت عيون جاميس فى كل حدب وصوب تبحث عن كل من يردد كلمات التغيير فتشوا كل ازقة وهوامش مملكته شمالا وجنوبا شرقا وغربا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

zety