الأحد، 11 أبريل 2010

تحذير خطوط حمراء ممنوع الاقتراب

فى الدول العربية بلاد الخطوط والالوان الحمراء والرمادية ممنوع الاقتراب من المنظومة الايديولوجية لها من سياسات وثقافة ودين وغيره هناك مناطق محظورة ومحرمة تعد بمثابة الخطوط الحمراء من يقترب منها فانه يلعب بالحديد والنار فسياسة النظمة العربية الفاشلة خطوط حمراء والمن القومى والمؤسسة العسكرية خطوط حمراء  الدين والثقافة والقضاء والقيم خطوط حمراء  من يحاول القتراب منها مصيره السجن والضطهاد والتشريد والنبذ من شعوب وانظمة متخلفة ذات منظومة فكرية وايديولوجية تنتمى حقا للعصور الوسطى  هذه الخطوط الحمراء هى التى كرست الاستبداد المطلق من جانب انظمة دكتاتورية تلتصق بها مؤسسة دينية رجعية تبرر ايضا الستبداد والاضطهاد وتدعو للخنوع والطاعة العمياء دون وعى وعقلانية  وهذه الخطوط ايضا افرزت التخلف الحضارى  والفكرى وغياب تيارات الاصلاح السياسى والثقافى  واول هذه الخطوط الحمراء هى المؤسسة الدينية الاسلامية والمسيحية التقليدية  وهى جزء لا يتجزا من النظام السياسى  هذه المؤسسات المتمثلة فى الازهر والكنيسة  فى مصر والتيار السنى الوهابى بالسعودية وكثير من الدول العربية  والقتراب من تلك المؤسسة الرجعية بمثابة اعلان الثورة على الثابت الدينى  وسحب البساط من تحت القائمين عليها  وتجريدهم من السلطة الدينية التى تتحكم فى عقول ساذجة تتلقى فقط دون ان تفكر وتحلل وتنتقد  ووجود هذه المؤسسة انما هو تكريس  للتخلف والرجعية والارهاب الفكرى السلفى ولذلك فهناك تزاوج تاريخى بين الدين والسياسة فى العالم العربى  والاسلامى منذ عصر الخلافة الاسلامية الاستبدادية  الخط الحمر الثانى يتمثل فى النظام السياسى الحاكم الذى يرفض الاخر  ويصادره ويمارس كافة اشكال الارهاب ضده طالما ان اجندة الخر تختلف عن اجندته السياسية  القائمة والثابتة وخير دليل على ذلك التجربة الناصرية وما اقترفته من ارهاب مطلق ضد كل من يختلف معها خلال الخمسينيات والستينيات  فقامت بسجن معارضيها  من اخوان ويساريين وشيوعيين وارتكبت مئات المذابح ضدهم  ولا تختلف عنها تجربة صدام حسين فى العراق طالما ان البعث فى العراق وليد التجربة الناصرية  فارتكب صدام كافة اشكال الرهاب ضد خصومه ووصل المر لقصف قرى كاملة وارتكاب مجازر ضد شعبه  ومقابر جماعية تم كشفها بعد رحيل الطاغية وهى  نفس تجربة حزب البعث السورى  التى قاده الاسد  وهى افراز للديكتاتورية القومية الناصرية  حيث ارتكب نظام حافظ الاسد مجازر وحملات تصفية شاملة شارك فيها الجيش السورى  بالياته العسكرية ضد الخوان المسلمين هناك  والليبراليين وترتبط مثل هذه النظمة الفاشستية  بسجون حربية ومعتقلات عسكرية  لتحمى نفسها من المعارضة  طالما انها ترفض مطلقا وجود الخر  وهذا ما تفعله كثير من النظمة الحالية الراهنة ومنها نظام مبارك فى مصر ونظام بشار الاسد فى سوريا والنظام السعودى فهذه النظمة ما زالت ترفض الصلاح السياسى واحترام حقوق النسان وتمارس الارهاب المستمر ضد مواطنيها من خلال ترسانة السجون والمعتقلات  بها هذه النظمة الارهابية  تعادى كل من يعارضها بما فى ذلك المنظمات الدولية الحرة النزيهة التى تدافع عن حقوق النسان فى العالم العربى  والمواطنة ومنها هيومان رايتس ووتش HRWومنظمات فريدم هاوس بيت الحرية FH  وتعمل النظمة العربية المقدسة  على بث الشائعات لدى مواطنيها عن المنظمات الدولية والحقوقية على انها منظمات يهودية فكل من يكشف انتهاكات وفضائح النظمة السياسية العربية وتعذيبها وقمعها للمواطنين فانه تابع للشبكة اليهودية  وذلك بسبب تاصل نظرية المؤامرة السياسية فى اذهان الشعوب العربية  وهذه النظرية الزائفة اخترعها القوميون والناصريون لتبرير دكتاتوريتهم وقتلهم للمعارضين فالمؤامرة الغربية غير الموجودة اساسا هى الغطاء الطبيعى لديكتاتورية حكامنا العرب وممارساتهم والغريب ان كثير من الانظمة الحالية ما زالت تردد نفس المفهوم  فسقوط نظام الديكتاتور صدام فى العراق فى 2003 مؤامرة امريكية والمطالبة بالاصلاح السياسى والديمقراطية واحترام حقوق النسان العربى فى بلده مؤامرة غربية  من وجهة نظر حكام بقوا فى السلطة لعشرات السنوات دون تغيير    المؤسسة العسكرية المتمثلة فى الجيش والمخابرات والدولة البوليسية ممنوع الاقتراب منها  وتصويرها والكتابة عنها وانتقاد تصرفاتها  لانها خط احمر يتعلق بما يسمونه امن قومى  ومن يحاول القتراب منها من من قريب او بعيد تتم محاكمته عسكريا بتهمة التجسس  والعمالة  فالجيش العربى مقدس بطل  لا يمكن انتقاده ابدا رغم الهزائم والنتكاسات العسكرية المستمرة  ولعل السبب يعود الى التكوين العسكرى غير الشرعى  لاغلبية الدول العربية  فما يسمونه مشروع التحرر العربى من الاستعمار الغربى خلال القرن 19 كان نتيجة انقلابات عسكرية غير شرعية للاستيلاء التام على السلطة  ومصادرة الحزاب والمجتمع المدنى بكل صوره  ففى ليبيا ومصر والعراق  والجزائر  كان الاستيلاء على السلطة من خلال النقلابات العسكرية   علما بان مصر لم تعرف طوال تاريخها الطريق الى الاحزاب والمجتمع المدنى الا بسبب وجود الحتلال النجليزى فيها  ولم تعرف التطور النسبى والمفاهيم الحضارية الا بسبب وجود الفرنسيين فترة فى مصر  ويرى العسكريون انهم الوريثون الشرعيون للسلطة  واكثر شىء يكرهه العسكريون هو مفاهيم الديمقراطية  والحزاب لان المهمة الاساسية  واللوجستية لتلك المؤسسة حماية النظام الحاكم  والسلطة القائمة فى ظل المتيازات التى يحصلون عليها  ولا يوجد قائد عربى حاكم الا واذا كان منتميا للمؤسسة العسكرية  مؤسسة القمع الكبرى  اما اجهزة المخابرات العربية فتمتلك ملفا اسود طوال تاريخها وحتى الان  مخابرات عامة وعسكرية وسرية وخاصة  تقوم بحماية النظام واغتيال معارضيه واعدائه من ابناء الوطن  اغتيال وقتل الصحفيين والكتاب ومن يتفوه بكلمة واحدة ضد النظام فى الداخل والخارج ورغم ان الموساد يعد قلعة التجسس الاساسية  الاسرائيلية الكبرى ذات المهام الصعبة والخاصة  الا ان الموساد طوال تاسيسه يمتلك ملفا مشرفا ولم يرتكب عملية اغتيال واحدة ضد مواطن من ابناء اسرائيل  وكافة العمليات التى نفذها كانت ضد اعداء بلده الحقيقيين  اما اجهزتنا المخابراتية العربية  فتمارس الغتيلات المستمرة لابنائها المنشقين عن النظام  وتستعين ببنات الليل والعاهرات وتجار المخدرات لحماية النظام الفاشى الحاكم  وتبقى المؤسسة القضائية والتى تعد بدورها خط احمر  مقدس فالقضاء العربى احكامه الهية لاهوتية  لا يخطىء ابدا ولا يمكن نقده ومعارضته  ومراجعة احكامه النافذة لانه ايضا جزء لا يتجزا من النظام السياسى  فالقضاء الن خاصة المصرى بالتحديد اصبح يمارس محاكات سياسية موجهة تاتى من اعلى قمة الهرم السياسى  بدلا من اصدار احكام قضائية نزيهة  ويصدر القضاء دائما الاحكام الجائرة ضد المعارضة طالما ان هؤلاء يهددون النظام والمن القومى بعد اعتقالت عشوائية  واحنجازات ادارية جائرة دون سبب وجيه  لان القضاء يتم توظيفه لخدمة السياسة الحاكمة مثله مثل الدين  والمؤسسة العسكرية  ولا تتوقف المحاكمات العسكرية والاستثنائية ومحاكات امن الدولة  اما ضباط البوليس ممن يمارسوا التعذيب ضد المواطنين لا تتم محاكمتهم لانهم حراس النظام خاصة فى مصر  وهم الخدم المخلصون لاجندة النظام القمعية  وتبقى السجون وهى الجحيم بعينه  تعذيب وتنكيل وسجن لعشرات السنوات دون اسباب او لاسباب بسيطة جدا  فالسجون العربية والمعتقلات السرية تم بناءها خصيصا للسياسيين والمعارضين  وكل من يهدد النظام والا تستطيع المنظمات الدولية رصد ما يحدث داخل السجون العربية من ممارسات وحشية وغير انسانية  والسبب ان السجون خطوط حمراء لا يمكن لمنظمات المجتمع المدنى الاقتراب منها واعداد التقارير عن السجناء  والغريب ان العاهرات وتجار المخدرات تتم معاملتهم افضل من معاملة المثقفين والناشطين وسجناء الراى والفكر خاصة فى مصر وليبيا وسوريا وتونس والجزائر ففى مصر تشرف وزارة الداخلية على السجون وتتوزع هذه السجون فى المناطق النائية والبعيدة والجبلية تماما وهى بعيدة عن العين كى لا يرصد احد من الحقوقيون ما يحدث بداخلها من ممارسات ومنها سجون دادى النظرون بالبحيرة وسجون برج العرب بالاسكندرية على بعد الكثر من 50 كيلو متر  وليمان طرة وسجن اسيوط  وقنا  وفيها تمارس كافة اشكال النتهاكات والتعذيب وتفشى المراض والشذوذ الجنسى بين السجناء  والملاريا وغيره من المراض اضافة لظهور السجون الدينية فى السعودية  وشرطة المر بالمعروف والنهى عن المنكر  فلا توجد حريات دينية وتسامح فى هذه الدول فالدين اجبارى فى وثيقة اثبات الشخصية  ولا يمكن ابدا اختياره من يهاجمه او يختار عقيدة اخرى اكثر تسامحا تتم محاكمته فى الدول العربية ذات القانون المدنى واقامة الحد عليه بالقتل والرجم فى الدول ذلات التشريع الاسلامى  وبعد ذلك يتحدث العرب عن تسامح الاسلام انه اكثر الديانات انتهاكا لقيم التسامح والرافة فمصر ما زالت ترفض العتراف بالبهائيين والسعودية وكافة الدول العربية تسجن من يتفوه بكلمة واحدة عن الدين  وتبقى الخطوط الحمراء العائق الرئيسى للاصلاح والتحديث فى دول النظمة العسكرية الحاكمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

zety