الأربعاء، 7 أبريل 2010

الاحزاب البديلة فى مصر ورهان التغيير

بعد الفشل الذريع الذى اظهرته الاحزاب المصرية القائمة فى الحياة السياسية المصرية وفشل هذه الحزاب فى الوصول الى الجمهور والتفاعل معه لتاسيس قاعدة لها داخل الشارع المصرى  وذلك للتضييق المنى من جانب السلطة المصرية على الاحزاب من خلال مصادرة الصحف الحزبية ومنعها من عقد المؤتمرات الجماهيرية  او لاسباب تعود الى ضعف الامكانيات وغياب الرؤية السياسية السليمة لدى هذه الحزاب كل هذه الاسباب التى اوردناها  ادت بالفعل على المستوى العملى الى الى ظهور مفاهيم جديدة فى الحياة السياسية المصرية غير متعارف عليها من قبل وهى الحزاب البديلةالتى برزت بالفعل فى صورة جمعيات سياسية مستقلة او حركات ناشطة وحركات شعبية  وعلى الرغم من ان هذه الحزاب ليست تنظيمية الا انها نجحت بالفعل فى تاسيس قاعدة صلبة لها سواء فى الشارع المصرى  او بين كثير من الفئات التى تنتمى للطبقة الوسطى والعمال وبرزت هذه الحركات التى يمكن ايضا ان تقود عملية التغيير السياسى القادم فى مصر بعد الفشل من جانب الحزاب الرسمية القائمة  فى مواجهة مشروع الحزب الحاكم والذى نجح بدوره فى احداث كثير من الشروخ والنقسامات الداخلية داخل هذه الاحزاب من خلال عملية اختراق منظمة من جانب الامن المصرى واجهزة الدولة ومن ثم فالحزب الحاكم يسعى بالفعل لعملية تخريب كامل للحياة السياسية فى مصر لانه يلعب الدور الخفى فى اختراق الاحزاب واضعافها ومحاولة ابعادها عن المشاركة السياسية الفعلية وهذا ما اظهرته النتخابات البرلمانية والرئاسية الماضية لعام 2005  وفشل كافة احزاب مصر فى مواجهة مشروع النظام وحزبه القائم اما الحزاب البديلة التى نتحدث عنها هنا  والتى ظهرت مؤخرا فى مصر فياخذ اغلبها منحنى يسارى يميل الى الطبقات العاملة والفئات المهضومة من خلال تاسيس حركة مستقلة داخل كل فئة مهنية فى مصر وفى المقابل تحاول الدولة خنق الفئات والسيطرة عليها من خلال النقابات المهنية التابعة للدولة  التى تخدم النظام ومن الحركات الشعبية الفاعلة والقوية ما يسمى بحركة كفاية وهى حركة شعبية تاسست عام 2005 ونجحت فى احداث تواجدها داخل الشارع رغم افتقادها لايديولوجيا التغيير  والمشروع السياسى اضافة لكثير من الحركات تاخذ نفس المنحنى ومنها  مواطنون ضد الغلاء ومواطنون ضد التعذيب وغيرها الكثير من الاحزاب البديلة  لكن الغريب ان الدولة ترفض العتراف بشرعية وجود مثل هذه الحركات المستقلة مثلما يحدث فى البلدان الديمقراطية وما نسميه جماعات الضغط وقامت الحزاب البديلة بدور هام فى تنظيم كثير من الاحتجاجات والاضرابات التى سادت الحياة السياسية المصرية فى الفترة الخيرة مثل حركة 9 مارس التى تاسست داخل الجامعات المصرية  عن طريق بعض الساتذة الاحرار  وتدعو لاخراج الحرس الجامعى من داخل الجامعات المصرية واعلان استقلال الجامعة ووقف الانتهاكات التى تمارس من جانب العناصر الامنية ضد الطلاب والاساتذة من خلال خلايا التجسس المنتشرة داخل كافة الجامعات المصرية وكذلك توجد حركات مثل محامون بلا نقابة فى مواجهة مشروع السلطة للسيطرة على النقابة وحركة صحفيين احرار التى تنادى باستقلال مهنى ونقابى حقيقى فى مصر  المر بالطبع لم يتوقف عند ذلك ففى الفترة الراهنة قرب النتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة تاسست احزاب سياسية بديلة لاول مرة فى صورة جمعيات سياسية شعبية وتكتلات مستقلة لكنها ليست احزاب بالمفهوم التقليدى مثل الجمعية الوطنية لتغيير wg التى اسسها البرادعىوتدعو الى مجموعة من الصلاحات فى مصر ومنها الغاء الطوارىء وتغيير الدستور وكذلك ما يسمى بكتلة العمل الوطنى وتدعو ايضا لمجموعة من الاصلاحاتلا تختلف عن الجمعية الوطنية لكن التساؤل الذى يطرح نفسه هل ستعترف السلطة المصرية بمثل هذة الجمعيات السياسية المستقلة حال دخول ممثليها فى معركة النتخابات القادمة ام ان النظام سيضع امامها الكثير من العراقيل التى تقيد دخول المستقلين فى الانتخابات وكذلك زيادة الشائعات التى سيرددها النظام وانصاره بتبعية هذه الجمعيات لجهات اجنبية تهدد الامن القومى  واعتقد ان ذلك ما سوف يحدث بالفعل لاخفاق اى مشروع للاصلاح فى مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

zety