بعد الفشل الذريع الذى اظهرته الاحزاب المصرية القائمة فى الحياة السياسية المصرية وفشل هذه الحزاب فى الوصول الى الجمهور والتفاعل معه لتاسيس قاعدة لها داخل الشارع المصرى وذلك للتضييق المنى من جانب السلطة المصرية على الاحزاب من خلال مصادرة الصحف الحزبية ومنعها من عقد المؤتمرات الجماهيرية او لاسباب تعود الى ضعف الامكانيات وغياب الرؤية السياسية السليمة لدى هذه الحزاب كل هذه الاسباب التى اوردناها ادت بالفعل على المستوى العملى الى الى ظهور مفاهيم جديدة فى الحياة السياسية المصرية غير متعارف عليها من قبل وهى الحزاب البديلةالتى برزت بالفعل فى صورة جمعيات سياسية مستقلة او حركات ناشطة وحركات شعبية وعلى الرغم من ان هذه الحزاب ليست تنظيمية الا انها نجحت بالفعل فى تاسيس قاعدة صلبة لها سواء فى الشارع المصرى او بين كثير من الفئات التى تنتمى للطبقة الوسطى والعمال وبرزت هذه الحركات التى يمكن ايضا ان تقود عملية التغيير السياسى القادم فى مصر بعد الفشل من جانب الحزاب الرسمية القائمة فى مواجهة مشروع الحزب الحاكم والذى نجح بدوره فى احداث كثير من الشروخ والنقسامات الداخلية داخل هذه الاحزاب من خلال عملية اختراق منظمة من جانب الامن المصرى واجهزة الدولة ومن ثم فالحزب الحاكم يسعى بالفعل لعملية تخريب كامل للحياة السياسية فى مصر لانه يلعب الدور الخفى فى اختراق الاحزاب واضعافها ومحاولة ابعادها عن المشاركة السياسية الفعلية وهذا ما اظهرته النتخابات البرلمانية والرئاسية الماضية لعام 2005 وفشل كافة احزاب مصر فى مواجهة مشروع النظام وحزبه القائم اما الحزاب البديلة التى نتحدث عنها هنا والتى ظهرت مؤخرا فى مصر فياخذ اغلبها منحنى يسارى يميل الى الطبقات العاملة والفئات المهضومة من خلال تاسيس حركة مستقلة داخل كل فئة مهنية فى مصر وفى المقابل تحاول الدولة خنق الفئات والسيطرة عليها من خلال النقابات المهنية التابعة للدولة التى تخدم النظام ومن الحركات الشعبية الفاعلة والقوية ما يسمى بحركة كفاية وهى حركة شعبية تاسست عام 2005 ونجحت فى احداث تواجدها داخل الشارع رغم افتقادها لايديولوجيا التغيير والمشروع السياسى اضافة لكثير من الحركات تاخذ نفس المنحنى ومنها مواطنون ضد الغلاء ومواطنون ضد التعذيب وغيرها الكثير من الاحزاب البديلة لكن الغريب ان الدولة ترفض العتراف بشرعية وجود مثل هذه الحركات المستقلة مثلما يحدث فى البلدان الديمقراطية وما نسميه جماعات الضغط وقامت الحزاب البديلة بدور هام فى تنظيم كثير من الاحتجاجات والاضرابات التى سادت الحياة السياسية المصرية فى الفترة الخيرة مثل حركة 9 مارس التى تاسست داخل الجامعات المصرية عن طريق بعض الساتذة الاحرار وتدعو لاخراج الحرس الجامعى من داخل الجامعات المصرية واعلان استقلال الجامعة ووقف الانتهاكات التى تمارس من جانب العناصر الامنية ضد الطلاب والاساتذة من خلال خلايا التجسس المنتشرة داخل كافة الجامعات المصرية وكذلك توجد حركات مثل محامون بلا نقابة فى مواجهة مشروع السلطة للسيطرة على النقابة وحركة صحفيين احرار التى تنادى باستقلال مهنى ونقابى حقيقى فى مصر المر بالطبع لم يتوقف عند ذلك ففى الفترة الراهنة قرب النتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة تاسست احزاب سياسية بديلة لاول مرة فى صورة جمعيات سياسية شعبية وتكتلات مستقلة لكنها ليست احزاب بالمفهوم التقليدى مثل الجمعية الوطنية لتغيير wg التى اسسها البرادعىوتدعو الى مجموعة من الصلاحات فى مصر ومنها الغاء الطوارىء وتغيير الدستور وكذلك ما يسمى بكتلة العمل الوطنى وتدعو ايضا لمجموعة من الاصلاحاتلا تختلف عن الجمعية الوطنية لكن التساؤل الذى يطرح نفسه هل ستعترف السلطة المصرية بمثل هذة الجمعيات السياسية المستقلة حال دخول ممثليها فى معركة النتخابات القادمة ام ان النظام سيضع امامها الكثير من العراقيل التى تقيد دخول المستقلين فى الانتخابات وكذلك زيادة الشائعات التى سيرددها النظام وانصاره بتبعية هذه الجمعيات لجهات اجنبية تهدد الامن القومى واعتقد ان ذلك ما سوف يحدث بالفعل لاخفاق اى مشروع للاصلاح فى مصر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
zety