الثلاثاء، 13 أبريل 2010

التطبيع مهمة سفراء السلام الجديدة فى الشرق الاوسط

الحقيقة التاريخية التى نصر على انكارها باستمرار بالنزعة التعصبية القومية العربية هى ان ارض اسرائيل هى مهد الشعب اليهودى  ووقعت فيها احداث هامة وتكونت فيها الهوية الثقافية والقومية والدينية لليهود ولم تنقطع صلة الشعب اليهودى بارضه رغم سنوات المنفى الطويلة ومع تاسيس دولة اسرائيل عام 1948 استعاد الشعب اليهودى استقلاله الذى فقده منذ 1000 عام وفى التاريخ المعاصر ظهرت الصهيونية وهى حركة التحرير القومية لليهود والصهيونية تعنى استرداد الشعب اليهودى  لوطن ابائه واجداده  وتبلورت الصهيونية السياسية ردا على الاضطهاد وملاحقة اليهود المستمرة فى اوروبا الشرقية والتى افرزت محرقة الهولوكوست فى المانيا التى قام بها النازى المتعصب ادولف هتلر  ونتيجة لخيبة الامل المتزايدة من حركات التحرر فى اوروبا الغربية  والتى لم تضع حدا لتمييز ضد اليهود  ولم تقم بدمجهم فى المجتمع المحلى  وحين عقد المؤتمر الصهيونى الاول فى بازل بسويسرا بدعوة من الدكتور تيودور هرتزل  وتاسست المنظمة الصهيونية العالمية  1897 اصبح للحركة القومية وجود رسمى  وكان برنامج الحركة يشمل عناصر ايديولوجية  وعملية تضمن عودة اليهودالى ارضهم  وتامين وطن للشعب اليهودى فى بلاده التاريخية  ليتمكن اليهود من العيش كاحرار فى وطنهم بعيدا عن الاضطهاد والتمييز ضدهم  وفى عام 1967 اجتمعت الدول العربية ضد اسرائيل للقضاء عليها  بعد الهجمات السورية المستمرة ضدها  والحصار المصرى  وخلال عام 1977 بعد فوز كتلة الليكود وتولى مناحيم بيجن رئاسة الوزراء دعا الى احلال السلام الدائم فى الشرق الاوسط وتم كسر الحلقة المفرغة من رفض الدول العربية لنداءات السلام الاسرائيلية حين قام رئيس مصر الراحل انور السادات بزيارة القدس نوفمبر 1977 وتوقيع معاهدة كامب ديفيد 1978 برعاية الولايات المتحدة وفى عام 1979  وقعت اسرائيل معاهدة سلام مع مصر فى واشنطن لتنهى 30 عام من الحروب المستمرة وادت ثلاث سنوات من المفاوضات بين الاردن  واسرائيل فى اعقاب مؤتمر مدريد 1991 الى صدور بيان الملك حسين ورئيس الوزراء اسحق رابين فى 1994 ينهى حالة الحرب بين البلدين التى استمرت 46 عاما وتم التوقيع على معاهدة السلام الاردنية الاسرائيلية  فى معبر العربة قرب ايلات والعقبة فى 1994 بحضور بيل كلينتون الرئيس الامريكى الاسبق اما منظمة التحرير الفلسطينية فكانت تمارس الارهاب المستمر  ضد اسرائيل من خلال بنود الميثاق الوطنى  الفلسطينى التى تنكر حق اسرائيل فى الوجود  وتولت هذه المنظمة الدور القيادى فى الحملة الارهابية خاصة خلال السبعينات والثمانينات  وارتكبت اعتداءات مستمرة منها قتل 11 رياضيا  اسرائيليا خلال دورة الالعاب الاولمبية  فى ميونيخ 1972 رغم تعهد المنظمة بالتخلى عن الارهاب  عام1993 من خلال ميثاق اعلان المبادىء  وتصعيد العتداءات عام 2000 ضد تل ابيب راح ضحيتها اكثر من 1000 مدنى اسرائيلى ابرياء  وفى عام 2005 وبعد انسحاب اسرائيل من قطاع غزة  واربع مستوطنات شمال السامرة  ورغم ذلك استمرت اعمال العنف ضدها  بعد تولى حكومة حماس الاسلامية مقاليد الحكم  فى السلطة الفلسطينية  واطلاق صواريخ القسام على التجمعات السكنية  وخطف الجندى جلعاد شاليط وفشلت المحادثات بين سوريا وتل ابيب  عام 2000 بسبب دعم سوريا لايران والمنظمات الارهابية  الكثر عنفا وخطورة مثل حزب الله وجماعات فلسطينية ارهابية على راسها حماس  وفى عام 2000  ايضا انسحبت اسرائيل من جنوب لبنان  والمنطقة الامنية وتطبيق قرار مجلس الامن الدولى رقم 425 ولم يمتثل لبنان للقرار الدولى ولا للقرار رقم 1559 الذى يدعو الى تفكيك حزب الله ونشر الجيش اللبنانى بالجنوب وانفجر العنف مرة اخرى بعد خطف حزب الله لجنديين اسرائيليين واقدامه على قصف مدن الشمال الاسرائيلى  خلال عام 2006 وتم اطلاق اكثر من 4000 صاروخ على اهداف مدنية داخل اسرائيل وهذه الصواريخ مقدمة من سوريا وايران وكل هذه الاسباب اصبحت تعرقل السلام مع اسرائيل  فالرؤية الايديولوجية لهذه المنظمات الارهابية  ترقض السلام وتعتمد على نظرية الابادة الشاملة لليهود والقاءهم فى البحر  وفقا لمنطلق دينى اصولى يستمد جذوره من الاسلام  وعلى الرغم من مرور حوالى 50 عام على معاهدات السلام العربية الاسرائيلية  الا ان الشعوب العربية ما زالت ترفض هذه المعاهدات والعتراف بها  وترفض العتراف باسرائيل وحق اليهود فى الوجود  وبالتالى ترفض هذه الشعوب السلام والتطبيع  مع اسرائيل وتعتبرها كيان العدو الازلى  الذى يجب ابادته مع غياب مفاهيم التسامح والعتراف بالاخر المغاير لدى الشعب العربى الذى لا يرى سوى ذاته مستمدا هذا التوجه التعصبى من المفاهيم الدينية والقومية التى تكن العداء والحقد العنصرى ضد اليهود                          وعلى الرغم من ان اسرائيل تنادى باستمرار بالتطبيع وقبول الاخر وفتح نوافذ للحوار العربى اليهودى  حتى قامت الخارجية الاسرائيلية بانشاء موقع التواصل للتعرف على الحضارة اليهودية والتاريخ والقيم اليهودية الا ان الشعوب العربية والاعلام العربى المنحاز  يرفض كافة نداءات التطبيع  وقيم التسامح والتعددية  ويبقى فقط على تكرار مقولة الابادة  حتى المناهج الدراسية العربية تصور اليهود كمصاصى دماء  وتبث وتغرس التعصب العنصرى  الشديد ضد اليهود وحضارتهم  والحقيقة عكس ذلك تماما  ولا بد من الشجاعة من قبل بعض المثقفين العرب اليبراليين والعلمانيين لاعلان التطبيع الحضارى والثقافى مع اسرائيل وعدم الجرى وراء غوغائية وتعصب شعبى  وترجمة الكتب اليهودية والتاريخ الحضارى لليهود الى اللغة العربية  وكذلك وقف التحريض المستمر فى الدراما والسينما العربية ضد اليهود  دون دراسة الثقافة والحضارة اليهودية  وقيم التسامح والديمقراطية فيها  وهى قيم ما زالت مفقودة داخل الثقافة العربية وبناءها العنصرى المتعصب  الذى يرفض الخر ويكرر نظرية الانا فقط على هؤلاء المثقفين والكتاب الاحرار ان يكونوا سفراء سلام جدد بين اسرائيل والعالم العربى لنشر الفكر التنويرى والتعددية وقبول الاخر المغاير وللتواصل ومعرفة المزيد عن الثقافة والحضارة اليهودية زوروا الموقع التالىwww.eltwasul.net       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

zety